عندما لم اعد كذلك

عندما لم اعد كذلك

متوسطوا المستوى.. ربما يكون الكثيرين منا تقابلهم كل يوم .. اولئك الاشخاص القابعين فى الصفوف الوسطى فى قاعات الدراسة .. الذين لا تعرف لم اتوا اصلا الى هنا , فهم ليسوا بالمتفوقين ولا هم بالمتنمرين اصحاب الصفوف الخلفية الذين يعوضون اخفاقاتهم الدراسية بالنجاحات الرياضية والشخصية الجذابة.
نحن ايضا انفسنا ن تراهم بعد عدة سنوات فى الجامعة فى اماكنهم نفسها ويرتدون ذات الملابس عتيقة الطراز و او يحاول بعضنا التشبه بالطلاب من الفئتين المتفوقين او المتنمرين الا انه يعود دوما الى مكانه بيننا باخفاق والم لنواسيه ونرحب به بيننا نحن متوسطى المستوى.
وتمضى السنوات لتجدنا ايضا فى اماكن العمل لسنا فى الاماكن القيادية التى يصل اليهاالمتفوقين بطموحهم او المتنمرين بطرقهم الملتوية , الا انك حتما تجدنا هنالك على القرب فنحن دوما لنا طريقتنا للوصول ومكاننا المحدد سلفا.
اليوم ..... يوم اخر عادى كأى يوم مر بى من قبل لاشئ جديد فى الاجواء كالعادة , وصلت الى البنك باكرا حيث اعمل واندسست فى المصعد وان القى التحية فى سرعة الى مجموعة من زملائى وانحشرت فى اخر المصعد , وتفرق الزملاء كل الى طابق المخصص واخيرا وصلت الى طبقى الذى اؤدى فيه عملى ...دوما قبل ثلاث او ربع دقائق من الموعد المحدد لبدء العمل كالمعتاد , وبدأت بتنظيم مكتبى ثم ارتسمت على وجهى امارات السأم والملل تلك التى رحت اطردها فى سرعة , فهكذا عشت وعلى الاغلب سأكمل ماتبقى من حياتى , فما وصلت اليه يعتبر جيدا جدا بالنسبة لشخص فى الثامنة والعشرين بمثل وضعى وربما هو حلم للكثيرين ولكن هل كان حلما بالنسبة لى ؟؟؟؟ ولكن لحظة ماكان حلمى اصلا ؟؟؟!!! هل تصدقون ؟ انا لا اذكر !! او بالاحرى لا اعرف , ثم حركت حاجبى فى حركة تدل على عدم الاهتمام وهززت كتفى وانا اغمغم : ربما لم يكن لى حلم اصلا...
تعالى صوت المدير ينادى باسمى .. سامى .. سامى .. لينتشلنى من افكارى وقمت لادلف الى غرفة ذلك الاحمق البدين الذى يعرف الكل كيف استطاع الوصول الى مركزه بمصاهرته لشخص ذو نفوذ بالغ .. اه اه .. هى قصة اخرى من قصص الوصولية التى اشتهر بها المتنمرين , ومايعرفه البعض انه كان يعمد فى انجازاته التى يباهى بها فى العمل على سرقة مجهود الموظفين ونسبته الى نفسه , فى الحقيقةكنت الشخص الاثير لديه لاننى لم اكن انازعه او اطمح الى الشهرة او منصب اكبر و فانا فى الواقع لم اكن اهتم بأن يستأثر بالثناء بواسطة مجهودى فأنا لم اكن اهتم اصلا للعمل ...